مقديشوتي (1988-1977)
(Ibraahin-Hawd Yuusuf) بقلم: إبراهيم هود
(Cabdicasiis Daahir) ترجمة: عبد العزيز طاهر
في الليلة الماضية مقال القصير الذي تكلّمت عن حمر (مقديشو)، طلبني كثير من الشُبّان أن أُعطي صورة في حقبة الذي كنت أعيش في المدينة، أرجو أن يكون حاضرين في هذه المنصة [يتكلم منصته في الفيسبوك] وبعضكم الذين يعرفونهم أشيروا إليهم.
الوقت بطيء الى حد ما في الصِغار، وسريع جداً في الكبار، شهر الصغير طويل عن العام عند الكبير. السبب هو المخ، والمشاعر، والخبرة الجديدة، وبشكل شامل حياة الصغير في كل لحظة كل شيء جديد يقع فيه يتعلم شيئاً. وهي أهم من حياة الشخص الكبير التي تدور عن أشياء ليست جديدة ومشغول لن يزيد عن شيء جديد. لهذا، العقد الذي كنت أعيش في مقديشو قد أخدت سنة من المدرسة الابتدائية، وأربع سَنوات من الاعدادية، واربع سنوات من الثانوية، وسنة أخرى عن دعم الدولة، عندما أنظرها من بعيد، أظن أنّها هي عمري جلها.
مقديشو لم تكن عاصمة جميع الصوماليين لأن هيئات الدولة تقع فيها، بل لقد كانت مدينة طبيعية لأجل أن تكون أمّ الصومال. لقد كانت أكبر مُدن البلاد، أكثر الناس وأكثرها ثراءً. لقد كان لديها فرص كثيرة عن باقي المُدن، مثل بحر طويل وميناء كبير، أرضها وترابها طيب للغاية، أرضُ الفلاح ورعي الماشية قريبان جدا، مياهها كثير ولذيذ جدا، المجتمع الاصلي في المدينة كانوا مجتمع مدني المولد، وليسوا جاءوا في الرّيف كما في المدن الاخرى، وأخِيرا تنّوع اجتماعي، ولم تكن القبيلية والاقليمية غائبة. فضلاً عن السياسة الفاسدة في البلد لقد كانت في كل شيء مركزها: مكاتب الدولة، الجامعات والأكديميات كلها، تجار الكبار، المكان الوحيد الذي يؤخد جواز السفر، والاتصالات في السفارات والقنصليات في العالم.
مقديشو الوحيدة التي يخرج منها مجلات القليلة كلها. مطبعة الوطني والتلفاز الوطني الوحيد كانوا يقعان هناك. هذه هي التي أعطت ثراء وعمارة في شتى المجالات، أكثر الناس حضاريين جاؤو فيها. مثلاً هذه هي التي صنعت أن معظم كتب التي كتبها الصوماليين لقد كُتبت من قِبل الناس الذين كانوا يعيشون في مقديشو.
مقديشو لقد كان فيها المسرح الكبير في الوطن، وكان يعمُّ في كل ليلة. وأيضاً لقد كان تقريبا عشرين مكاناً في السينما. لقد كان يقع فيها استاذ مقديشو الذي كان الملعب الوحيد في البلد. وهناك في مقديشو كل النوادي الوطني. كل سنة كانت مقديشو وحدها يقام فيها البطولة الرياضية الاقليمية، ولم تقع مكان أخرى الرياضات التي تُلعب ضد الأمم الأخرى. كل هذه الأمور جعلت مقديشو أن تكون شريان ورئة التي تتنفس أمة الصومال. هذه السبب هي التي جعلت أن بقية البلد لا تعمل عندما إنفجر الحرب، وأنّ الدولة دُفنت تحتها.
وبالتالي كانت حياة مقديشو مثيرة جدا. دعنا نأخدها، أن العطلة بدأت في مساء اليوم الخميس. كل شخص يخصص ما يعمل هذه الليلة. في الغالب هذا المساء كل شخص عند غروب الشمس يغتسل ويلبس أحسن ملابسه لأجل أن يذهب ويتحضّر عن مئة طرق ما يشاء. ويوعدهم لقاء شبّانُ يتكون بنين وبنات في نفس العمر.
في الجيل الذي سبقنا؛ في تصفيف الشعر كان المثل الأعلى عندهم ألفيس وحاليا عندنا جاكسون؛ قص الشعر من الخلف وإطالة الجبهة، وتقييم الجانبين، وقميص نوعا ما فضفاض مطوي بحزام وسروال نحيل، وحذاء ليس له كعب.
النساء يلبسون درع (زي تقليدي للمرأة الصومالية) أحمر كبدي وجوجرد تسمى إخلعني إياها وشال جميل وخفيف للغاية. فتاة تثق بجمالها لن تحب أن تغطي شعرها وهي تعمل بطريقة جيدة وبعدها تغلق. أو تتلون بلون يشبه قوس قزح ثم تجعل الآفرو. فتاة تثق بجمالها لا تختار لثديتيها حمالة الصدر، ولازم وهو مبدعان تلبس بدرع خفيف يرى فيه جيداً، حتى ترى حلمتيها أهما أحمر أو أسود. عِرقها الشبابي الصحي ورائحتها العطرية يعدلان بعضهما. هكذا خرجا مساء الجمعة وكل مساء، إثنتين أو جماعة. لقد كان تقليد حي بأن الفتية يتكلمون الفتياة بدون إذن، منع وسماح، وإثنان يتعرفان بهذه الطريق وسيشاهدان فيلما معاً.
غالبا الفيلم والرواية وأداء غنائي أو مباراة رياضية لقد تم رائدته سيدخلان. غالبا الرواياة والأداء الفني التذاكر لم تكن كافية، والناس سيقِفون بصفوف طويلة، أو الصباح سيقطعون التذاكر. الافلام تبدأ بعد إنتهاء صلاة المغرب، والروايات في العادة الثامنة مساءً. و أيضاً يحصل الإستمتاع في المدينة نحديداً شارع مكة المكرمة وهو في قمة الجمال، إثنان أربع الى تمثال سيدكا، في رحلة صغيرة ممتعة، أو طريق جمال عبد الناصر في سيدكا الى حاواء تاكو، ثم شبيلي الى المدينة المنخفضة كلها.
او طريق ٢٦ يونيو في العمّال الى فيليج. او تليح الى طريق يمر هدن، هول وداج وورديجلي. او طريق الطويل في الثلاثين، حمر جديد الى فندق توفيق. او سيناي الى صنعاء. تلك الشوارع مذهلة الأضواء، والمجتمع يقف في كتف معاً. السلام والطمأنينة فوق الاحتمالات. الليلة كلها تسمع الغناء التي تتدفق في المطاعم، وتسمع أيضا كل اللهجات في اللغة الصومالية في جميع المنطقات، حتى لغة أورومو وعنفر، وتشعر بمعيشة كاملة. ويكثر شباب يذهبون يوم الجمعة في الشاطئ لييدو، وفي وقت لاحق كان أكثرهم يذهبون شاطئ جزيرة. الخطاء الكبير الذي كان في هذا الوقت هو أن الناس يرون عرفاً بدون أخد ماء، كما يُعرف في اليوم، لذالك كل يوم يذهب في البحر لأجل السباحة أو الرياضة . كان الناس يشكون بالعطشان التي من الممكن أن ينجو الناس. العمل اليومي العادي أظن أنها ليس إختلاف كما في اليوم. مع إنفلاق الصبح يذهبون الى العمل والمدارس. ليست هناك مدارس خاصة، وليست حافلات خاصة للطلاب. لذالك كان الطلاب يتضَيّقون بعضهم مع بعض في حافلات الركاب، في الصباح والمساء.
هذه الحافلات كانت خمسة أنواع. حافلات نوعا ما كبيرة، لكن ليست كثيرة. حافلات متوسطة تسمى بالكوستر. باصات صغيرة تسمى با العاصي، ولست متأكداً بتسمية الشبان الذين يسمون بالعاصي أو تعني من هو أكبر الكوستر في نفس الشركة يكون في العاصي. سيارة طراز خمسين وهي تيوتا التي تعمل حالياً وهي مفتوحة بالخارج وتغطي من القماش، وقد أطلق عليها هذا الإسم إهانة سيئة تعني نساء من السعودية يقمن ببيع جسدهن مقابل خمسين ريالاً. وأخيراً تاكسي له لون دم وأصفر، وكلهم كانوا فيات تاكسي.
الطلاب كما في الواجب، يلبسون بالملابس المتساوية البنين والبنات: في الابتدائية قميص أبيض وسروال أو تنورة ازرق، في الاعدادية قميص أصفر وسروال بني رمادي. الثانوية قميص أبيض و سروال بني رمادي. المدارس التيكنيكية كلهم لقد كانوا يلبسون لباس خاصة. العمال في الدولة العديد منهم وفي نفس الحرفة لديهم ملابس خاصة. وأيضاً الجيوش المختلفة. لهذا السبب في وقت الذهاب الى العمل أو الخروج كانت المدينة لديها ألوان يشبه حديقة أزهار.
Comments
Post a Comment